الصفحات

قال صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر» .

الاثنين، 20 فبراير 2012

قس يعاشر ابنتيه لتدريبهما على القيام بواجباتهما الزوجية


قد تكون حاله فردية.. ولكنها إنعكاس لحقيقة مفزعة 

طالعتنا الصحف و وكالات الأنباء بخبر الحكم على قس استرالي بالسجن لثماني سنوات ونصف السنة بعد اعترافه بممارسة سفاح القربى مع ابنتيه. واعترف القس أنه بدأ ممارسة الجنس معهما منذ كانتا في عمر الـ13 والـ15، في العام 1991، ولمدة 10 سنوات تقريباً. وبرر القس جريمته الشنعاء بأن الجنس لم يكن لمتعته الخاصة وإنما لأنه أراد تعليم ابنتيه كيف يجب التعامل مع زوجيهما في المستقبل.

إذا إنتهى الخبر إلى هنا، فإنه يمكن إعتباره حالة فردية ولا يشكل أي حجة على النصرانية ولم نكن لنذكره كما تفعل المواقع النصرانية مع أي خبر أو جريمة يرتكبها مسلم وكأنها سقطة للإسلام (و صراحة لو دخلنا في سجال مع النصارى بنشر فضائحهم، لما إتسعت شبكة الانترنت كلها لذلك وذلك بسبب واقع يلمسه الجميع وهو أنه لا يوجد فعل منحرف أو شاذ أو إجرامي إلا ويرتكبه النصارى ويشجعون عليه). ولكن ما أضافه القس كمبرر لقيامه بجريمته هذه لا يجعلها حالة فردية بل مثالا نموذجيا لتبرير الإنحراف والشذوذ عند النصارى!!

ما هو مبرر القس؟

ما ذكره القس كمبرر هو أن ما فعله كان طبقا لتعاليم الكتاب المقدس!!!

قد يبدو من الوهلة الأولى لغير المطلع على الكتاب المقدس أن هذا القس يهذي، ولكن ما ذكره صحيح ويمثل ظاهرة بين النصارى. هذه الظاهرة تتمثل في إستخدام النصارى لنصوص من الكتاب المقدس تبرر الإنحراف والشذوذ. وإستخدام تلك النصوص لا يكون بليها، بل هي نصوص واضحة لا تحتاج إلى مجهود كبير لتفسيرها كما سنرى بعد قليل. وكانت نتيجة تلك النصوص أن وجدنا جماعات نصرانية تبرر الكثير من الأفعال الشاذة ومن أمثلتها جماعات العراة النصرانية وكنائس الشواذ. وتنفرد النصرانية بذلك عن باقي ديانات العالم – سواء الكتابية أو غير الكتابية، بوذية أو هندوسية أو زرادشتية أو غيرها ـ بوجود جماعات دينية تبرر السلوكيات الشاذة مستشهدين بكتابهم المقدس!!!

على سبيل المثال نجد أن الكتاب المقدس يتهم نبي الله لوط - كذبا - بأنه زنى بإبنتيه بعد نجاتهم من الهلاك الذي أصاب سدوم وعمورة عقابا على شذوذ قومهم (و كأنه قد تم إنقاذهم ليرتكبوا فعلا أبشع من الفعل الذي عوقب عليه قومهم وكان لوط عليه السلام يوبخهم عليه. ولكنهم لن يتم عقابهم أو حتى توبيخهم!!). وقد وردت القصة في سفر التكوين الإصحاح الـ19 كما يلي:

(30  وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه. لانه خاف ان يسكن في صوغر. فسكن في المغارة هو وابنتاه. 31  وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض. 32  هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه. فنحيي من ابينا نسلا. 33  فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة. ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. 34  وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي. نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه. فنحيي من ابينا نسلا. 35  فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. 36  فحبلت ابنتا لوط من ابيهما. 37  فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب. وهو ابو الموآبيين الى اليوم. 38  والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي. وهو ابو بني عمون الى اليوم )… إنتهت القصة!!!

سؤال: أليس هذا تشجيعا صريحا على زنا المحارم؟

إجابة النصارى لهذا السؤال ـ أو بالأصح تبرير ـ هي أن لوط عليه السلام بشر وأنه – كباقي الأنبياء في الكتاب المقدس – ليس معصوما من الخطأ وأن الكتاب المقدس يسرد القصة ولم يشجع عليها.

هذه التبريرات الواهية تعكس فساد العقيدة النصرانية بل وتثبت أن الكتاب المقدس يشجع على زنا المحارم. فإذا وجد النصراني أن الأنبياء – الذين إصطفاهم الله لتبليغ رسالته وشريعته وجعلهم قدوة للبشر – زناة  (ليس هذا فحسب، بل زناة محارم)، فإنه سيستحل ما فعله هؤلاء الأنبياء ويجد مبررا للقيام به بعد أن يسأل نفسه: إذا كان هؤلاء هم الأنبياء الذين إختارهم الله لتبليغ رسالته، فهل أنا أتقى منهم؟

والسؤال الآن هو:  ألم يجد الله بشرا أفضل من هؤلاء ليرسلهم؟ وكيف سيتبعهم قومهم وهم بهذه الأخلاق؟ فبأي وجه يقولون لقومهم “لا تزنوا” وهم زناة؟

لا تنه عن خلق وتات بمثله            عار عليك اذا فعلت عظيم



أما القول بأن الكتاب المقدس يروي القصة فقط وأن هذا دليل على أن الكتاب المقدس غير محرف لأن تلك القصص المشينة لم تحذف فهو مبرر يعتمد على فرضية خاطئة وهي أن الغرض من التحريف هو تحسين صورة الأنبياء! بل العكس هو الصحيح وهو أن اليهود عمدوا إلى تشويه صورة الأنبياء في كتابهم وذلك بهدف إيجاد مبرر لأعمالهم.

أما الإدعاء بأن الكتاب المقدس لم يشجع على تلك الأفعال فهو إدعاء كاذب وذلك لأن الكتاب – الذي من المفترض أنه موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب – يجب على الأقل أن يزجر من إرتكب تلك الأفعال أو على الأقل يبين فظاعتها. وكما رأينا، فإن القصة إنتهت بدون أي توبيخ لمن إرتكب تلك الجريمة أو توضيح لبشاعة الفعل لمن يقرأها (لو قارنا ذلك بالقرآن الكريم لوجدنا أن القرآن لا يقص أي قصص إلا ويوضح ما فيه من عظة وعبرة وحلال وحرام ويزجر مرتكبي الفواحش وينهي عنها).

ولم يكتف الكتاب المقدس بالسكوت على تلك الأفعال، بل نجد نصوصا تأمر بالفحشاء! مثال لذلك ما ورد في سفر  هوشع 1:2  (اول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب). فكان هذا هو أول أوامر الرب لهوشع بأن يزني – سبحان الله عما يصفون. (نقارن هذا بأول أوامر الله للرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في بداية سورة العلق { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) }).

بعد كل هذا، أظن أننا عرفنا كيف برر ذلك القس جريمته مع إبنتيه!!

ونجد أيضا في الكتاب المقدس قصة تسرد تفاصيل وكيفية إيقاع أخ بأخته في زنا المحارم وهي مذكورة في سفر صموئيل الثاني الإصحاح الـ13 ( 1  وجرى بعد ذلك انه كان لابشالوم بن داود اخت جميلة اسمها ثامار فاحبها امنون بن داود. 2  وأحصر امنون للسقم من اجل ثامار اخته لانها كانت عذراء وعسر في عيني امنون ان يفعل لها شيئا. 3  وكان لامنون صاحب اسمه يوناداب بن شمعى اخي داود. وكان يوناداب رجلا حكيما جدا. 4  فقال له لماذا يا ابن الملك انت ضعيف هكذا من صباح الى صباح. أما تخبرني. فقال له امنون اني احب ثامار اخت ابشالوم اخي. 5  فقال يوناداب اضطجع على سريرك وتمارض. واذا جاء ابوك ليراك فقل له دع ثامار اختي فتأتي وتطعمني خبزا وتعمل امامي الطعام لارى فأكل من يدها. 6  فاضطجع امنون وتمارض فجاء الملك ليراه.فقال امنون للملك دع ثامار اختي فتأتي وتصنع امامي كعكتين فآكل من يدها. 7  فارسل داود الى ثامار الى البيت قائلا اذهبي الى بيت امنون اخيك واعملي له طعاما. 8  فذهبت ثامار الى بيت امنون اخيها وهو مضطجع. واخذت العجين وعجنت وعملت كعكا امامه وخبزت الكعك 9  واخذت المقلاة وسكبت امامه فابى ان ياكل. وقال امنون اخرجوا كل انسان عني. فخرج كل انسان عنه. 10  ثم قال امنون لثامار ايتي بالطعام الى المخدع فآكل من يدك.فاخذت ثامار الكعك الذي عملته وأتت به امنون اخاها الى المخدع. 11  وقدمت له لياكل فامسكها وقال لها تعالي اضطجعي معي يا اختي. 12  فقالت له لا يا اخي لا تذلني لانه لا يفعل هكذا في اسرائيل.لا تعمل هذه القباحة. 13  اما انا فاين اذهب بعاري واما انت فتكون كواحد من السفهاء في اسرائيل.والآن كلم الملك لانه لا يمنعني منك. 14  فلم يشأ ان يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضطجع معها. )

إنها تفاصيل خطة محكمة لإيقاع أخ بأخته في زنا المحارم. ولا يوجد مبرر واحد لسرد كل تلك التفاصيل التي لا تخدم أي سبب أخلاقي أو ديني. وعلى الجانب الآخر نجد أن الكتاب المقدس لم يذكر ولو مرة واحدة أن المسيح عليه السلام هو الله الظاهر في الجسد أو أن الله مثلث الأقانيم أو الخطيئة الموروثة التي تستلزم الفداء والصلب! وكأن ذكر تفاصيل إيقاع امنون بأخته ثامار أهم من ذكر مبادئ وأصول العقيدة النصرانية!!!

ونختتم النصوص بالنص الذي ورد في متى 21:31 (قال لهم يسوع الحق اقول لكم ان العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله).

فهل هذا هو ثواب الزواني بأنهم يسبقون إلى الملكوت؟!

هذه مجرد أمثلة قليلة من نصوص كثيرة لا مجال لحصرها – إما لعدم الإطالة أو لإستخدامها ألفاظا خادشة للحياء – وفيها نجد أنبياء يزنون ونساء يوقعون رجالا في الزنا وعلاقات شاذة بأطفال ونصوص يستخدمها جماعات العراة وأخرى يستخدمها الشواذ. ولا ننسى سفر نشيد الإنشاد وحزقيال 16 بما فيهما من كلام يعف اللسان عن ذكره. وإذا أضفنا إلى ذلك أن النصرانية ليس بها شريعة تعاقب أي مجرم أو متعدي، لأكتشفنا أننا أمام عقيدة تؤدي إلى تفشي الفاحشة في أي مجتمع ذو أغلبية نصرانية. فكانت نتيجة ذلك – على سبيل المثال -  أن 37% من المواليد في الولايات المتحدة تحدث خارج نطاق الزواج. ونجد أيضا أن فئة القساوسة هي أكثر الفئات إرتكابا للشذوذ مع الأطفال ( والفيديو التالي الذي اذاعته هيئة الاذاعة البريطانية يتصدى لهذه الظاهرة ويبين تورط الكنيسة في محاولة التغطية على هذه الحالات التي تقدر الآلاف والفيلم مترجم للغة العربية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق