الصفحات

قال صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر» .

السبت، 18 فبراير 2012

كيف اختلطت النصرانية بالعقائد الشركية ؟



إذا كانت النصرانية الحقة قد جاءت بتوحيد الله تعالى ، وإفراده بالعبادة دون ما سواه من الخلق ، سواء كان عيسى أو غيره ، فكيف اختلطت هذه الديانة بالعقائد الشركية ، فاتخذوا عيسى عليه السلام ، وأمه إلهين من دون الله ؟.

ليس من شك أن الدعوة إلى توحيد الله تعالى ، وإفراده بالعبادة دون ما سواه من الخلق ، هو أصل الرسالة التي جاء بها نبي الله عيسى ، عليه السلام ، كما أنها أصل الرسالة التي جاء بها سائر الأنبياء ، قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) النحل/36 وقال تعالى أيضا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الانبياء/25

وعلى هذه الدعوة يشهد عيسى عليه السلام على قومه ؛ قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(117) ، وأما كيف انحرف أصحاب هذه الديانة بعد ذلك عن التوحيد الخالص إلى العقائد الوثنية ، وعبادة عيسى وأمه من دون الله ، فهي قصة مبكرة في تاريخ النصرانية ، وسوف نورد هنا بعض الشواهد عليها ، من كلام أهلها ، وليسمع من له أذنان :

. . جاء في دائرة المعارف الأمريكية :
( لقد بدأت عقيدة التوحيد – كحركة لاهوتية – بداية مبكرة جدا في التاريخ ، وفي حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين . لقد اشتُقَّت المسيحية من اليهودية ، واليهودية صارمة في عقيدة التوحيد .
إن الطريق الذي سار من أورشليم [ مجمع تلاميذ المسيح الأول ] إلى نيقية [ حيث تقرر مساواة المسيح بالله في الجوهر والأزلية عام 325م ] كان من النادر القول بأنه كان طريقا مستقيما .
إن عقيدة التثليث التي أقرت في القرن الرابع الميلادي لم تعكس بدقة التعليم المسيحي الأول فيما يختص بطبيعة الله ؛ لقد كانت على العكس من ذلك انحرافا عن هذا التعليم ، ولهذا فإنها تطورت ضد التوحيد الخالص ، أو على الأقل يمكن القول بأنها كانت معارضة لما هو ضد التثليث ، كما أن انتصارها لم يكن كاملا . ) [ 27/294 ]
ويمكنك الرجوع إلى بعض آراء من لا يزالون يذهبون إلى التوحيد من المسيحيين ، في المصدر السابق نفسه ، دائرة المعارف [ 27/300-301 ] .

ويقول وول ديورانت :
( لما فتحت المسيحية روما انتقل إلى الدين الجديد [ أي المسيحي ] دماء الدين الوثني القديم : لقب الحبر الأعظم ، وعبادة الأم العظمى ، وعدد لا يحصى من الأرباب التي تبث الراحة والطمأنينة في النفوس ، وتمتاز بوجود كائنات في كل مكان لا تدركها الحواس ، كل هذا انتقل إلى المسيحية كما ينتقل دم الأم إلى ولدها .
وأسلمت الإمبراطورية المحتضرة أزِمَّة الفتح والمهارة الإدارية إلى البابوية القوية ، وشحذت الكلمة بقوة سحرها ما فقده السيف المسلول من قوته . وحل مبشرو الكنيسة محل الدولة .
إن المسيحية لم تقض على الوثنية ، بل ثبتتها ؛ ذلك أن العقل اليوناني عاد إلى الحياة في صورة جديدة ، في لاهوت الكنيسة وطقوسها ، ونقلت الطقوس اليونانية الخفية إلى طقوس القداس الرهيبة ، وجاءت من مصر آراء الثالوث المقدس ، ويوم الحساب ، وأبدية الثواب والعقاب ، وخلود الإنسان في هذا أو ذاك . ومن مصر جاءت عبادة الأم الطفل ، والاتصال الصوفي بالله ؛ ذلك الاتصال الذي أوجد الأفلوطينية واللاأدرية ، وطمس معالم العقيدة المسيحية . ومن بلاد الفرس جاءت عقيدة رجوع المسيح وحكمه الأرض لمدة 1000 ) . [ قصة الحضارة 11/418 ] .

وعلى الرغم من النفثة الإلحادية في كلام ديورانت ، وهو أمر معروف به ، والتي تظهر في زعمه أن أبدية الثواب والعقاب منقولة عن المصرية ، فإن تتبع الأصول الوثنية للنصرانية المحرفة لم يعد بالأمر الخفي ، ولم ينفرد هو ببحثه ؛ ففي كتابه " المسيحية والوثنية " يقرر روبرتسون أن الميثراثية ، وهي ديانة فارسية الأصل ، ازدهرت في بلاد فارس قبل الميلاد بنحو ستة قرون ، قد دخلت إلى روما حوالي عام 70 م ، وانتشرت في بلاد الرومان ، ثم وصلت إلى بريطانيا ، وانتشرت في العديد من مدنها .

وما يعنينا هنا من أمر هذه الديانة أنها تقول :
- إن ميثراس ، الذي تنسب إليه ، كان وسيطا بين الله والناس . ** انظر مقابله في النصرانية : أعمال الرسل 4/12 }
- وأن مولده كان في كهف ، أو زاوية من الأرض . ** انظر : لوقا 2/7 } .
- وأن مولده كان في يوم 25 ديسمبر . ** وهو يوم احتفال النصارى بمولد المسيح }
- كان له اثنا عشر حواريا . ** انظر : متى 10/1 }
- مات ليخلص العالم ** انظر : كورنثوس الأولى 15/3 }
- دفن ولكنه عاد إلى الحياة ** انظر : السابق 15/4 }
- صعد إلى السماء أمام تلاميذه ** انظر : أعمال الرسل 1/9}
- كان يدعى مخلصا ومنقذا ** انظر : تيطس 2/13}
- من أوصافه أنه حمل وديع ** انظر : يوحنا 1/ 29 }
- في ذكراه كل عام يقام العشاء الرباني ** انظر : كورنثوس الأولى 11/23-25}
- من شعائره التعميد .
- يوم الأحد مقدس عندهم .

بينما يذهب المستشرق الفرنسي ليون جوتيه في كتابه " مقدمة لدراسة الفلسفة الإسلامية " إلى أن أصول التثليث النصراني ينبغي تلمسها في الفلسفة اليونانية ، وتحديدا في أفكار الأفلاطونية المحدثة ، التي تلقت مبادئ فكرة التثليث في النظرة إلى خالق الكون عن أفلاطون ، ثم عمقتها إلى حد كبير ، بحيث اتضح التشابه الكبير بينها وبين النصرانية ؛ فالخالق ، ذو الكمال المطلق ، جعل بينه وبين العالم وسيطين ، صادرين عنه ، وهما أيضا داخلان فيه في نفس الوقت ؛ أي تتضمنهما ذاته ، وهما العقل والروح الإلهية . ثم قال :
( وهكذا كان التزاوج بين العقيدة اليهودية والفلسفة الإغريقية لم ينتج فلسفة فقط ، بل أنتج معها دينا أيضا ، أعني المسيحية التي تشربت كثيرا من الآراء والأفكار الفلسفية عن اليونان ؛ ذلك أن اللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذي كانت فيه الأفلاطونية الحديثة ، ولذا تجد بينهما مشابهات كثيرة ، وإن افترقا أحيانا في بعض التفاصيل ، فإنهما يرتكزان على عقيدة التثليث ، والثلاثة الأقانيم واحدة فيهما . )
وهذا هو ما يشير إليه الكاتب الأمريكي ( درابر) :
( دخلت الوثنية والشرك في النصرانية بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة ، ومناصب عالية في الدولة الرومية بتظاهرهم بالنصرانية ، ولم يكونوا يحتفلون بأمر الدين ، ولم يخلصوا له يوما من الأيام ، وكذلك كان قسطنطين فقد قضي عمره في الظلم والفجور ، ولم يتقيد بأوامر الكنيسة الدينية ، إلا قليلا في آخر عمره (337م ) .
إن الجماعة النصرانية ، وإن كانت قد بلغت من القوة بحيث ولت قسطنطين الملك ، ولكنها لم تتمكن من أن تقطع دابر الوثنية ، وتقتلع جرثومتها ، وكان نتيجة كفاحها أن اختلطت مبادئها ، ونشأ من ذلك دين جديد تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء ) .
وهكذا سلك النصارى بدينهم مسلك الذين كفروا من قبلهم ، حذو القذة بالقذة ، كما يشهد كتابهم على أنفسهم وبني قومهم ، وكفى بالله شهيدا ؛ قال الله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) التوبة/30
والله الموفق .

الإسلام سؤال وجواب

الفروق بين النصرانية والإسلام

ما هي العوامل التي توسع الفارق بين المسلمين والنصارى ؟.

العوامل التي توسِّع الفارق بين المسلمين والنصارى كثيرة وعظيمة ، والخلاف العقدي الذي بيننا وبينهم لا يسمح بالتقارب إلا أن يتركوا ما هم فيه من كفر وضلال ، ويلتحق بركب الموحدين لرب وإله واحد ، والشهادة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، والاعتقاد ببشرية عيسى عليه السلام .

وهذه أبرز الانحرافات في دينهم والتي توسع الفارق بيننا نحن المسلمين وبينهم .

1. اعتقاد النصارى أن المسيح ابن الله .

2. اعتقاد النصارى أن المسيح عليه السلام إله مع الله ، بل هو الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عندهم .

3. اعتقاد أن اللاهوت حلّ في الناسوت .

4. اعتقاد أن الله يتكون من ثلاثة أقانيم وهو ما يعرف بـ "عقيدة الثليث " .

5. اعتقاد النصارى أن المسيح عليه السلام صلبته اليهود بأمر بيلاطس النبطي وتوفي على الصليب .

6. اعتقاد النصارى أن المسيح مات مصلوباً فداءاً للبشرية وكفارة للخطيئة الموروثة.

7. موقف النصارى من اليهود الذين يكذبون عيسى عليه السلام ، ويزعمون أنهم صلبوه وقتلوه ، ويتهمون أمه " مريم " بالزنى – وهي المبرأة من ذلك - ، ومع هذا فإن موقف النصارى منهم اليوم موقف النصرة والولاء ، وموقفهم من المسلمين الذين يعظمون عيسى عليه السلام وأمه موقف العداء والبراء .

8. تحريفهم لكتاب الله تعالى الإنجيل ، سواء تحريف اللفظ بالتغيير أو الزيادة أو تحريف المعنى ، وفي ذلك من نسبة السوء والشر لله تعالى ولدينه ما فيه .

9. عقيدة الخلاص ، وهي اعتقادهم أن الله أرسل ابنه الوحيد ليخلص الناس من إثم ارتكبه أبو البشرية عليه السلام فعجز الله عن مغفرة ذنبه فأرسل ابنه الوحيد الذي لا ذنب له ليضحي بنفسه من أجل زوال الخطيئة .

وهذا انتقاص لرب العالمين وتكذيب للحقائق من توبة آدم عليه السلام وتنجية الله تعالى للمسيح عليه السلام من القتل .
10. كفرهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، مع أنه منصوص عليه في العهدين الجديد والقديم .

11. إيمانهم بصحة التوراة المحرفة التي بين أيديهم اليوم ، وفيها من سب الله تعالى ووصفه بالنقائص وسب الأنبياء والمرسلين ما يتعاظم المرء أن يتكلم به ، لكننا نذكره ليُعلم شناعة ما هم عليه من الكفر .

فيصفون الله تعالى أنه بكى ندماً على الطوفان الذي أغرق قوم نوح حتى رمد وعادته الملائكة تعالى الله عز وجل عن ذلك علواً كبيراً .
ويصفون لوطاً عليه السلام بأنه زنى بأبنيته ، ونوحاً بأنه شرب الخمر حتى ثمل وبدت عورته ، ومخازيهم أكثر من ذلك .
انظر " هداية الحيارى في أوبة اليهود والنصارى " لابن القيم ، و " نقض النصرانية " للدكتور محمد بن عبد الله السحيم .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

التثليث عند النصارى هل له وجود في الإسلام ؟

في النصرانية يستخدمون كلمة " التثليث " على أنها الركن الأساس لذلك الدين ، فهل ورد ذكر لذلك الاعتقاد في القرآن ؟ وإذا كان ذلك اعتقاداً صحيحاً ، أفلا يندرج ذلك تحت مقدمات الشرك ؟.

نعم ورد ذكر لهذا الاعتقاد في القرآن الكريم ، ولكنه ورد ببطلانه والمنادة على صاحبه بالكفر والشرك ، قال الله تعالى : ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) المائدة / 17 ، وقال تعالى : ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة / 73 ، وقال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ، اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة / 31
وصار هذا من الأمور المنتشرة علمها بين المسلمين ، ولذلك أجمعوا على كفر النصارى ، بل أجمعوا على كفر من لم يكفرهم ، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام المجمع عليها :
( من لم يُكَفِّر المشركين ، أو شَكَّ في كفرهم ، أو صحّح مذهبهم كفر ) . راجع السؤال رقم 31807

وإننا لنعجب من هذا السؤال والذي يظن صاحبه أن الشرك الذي عند النصارى له وجود في دين المسلمين ، ولذلك فإننا ننصح السائل بالقراءة في كتب العقائد والتي تبين التوحيد ومعناه وأحكامه ، وتبين أيضاً الشرك وأنواعه ، وسماع الأشرطة المفيدة في ذلك ، فإن هذا من أوجب الواجبات على العبد ، وهذا التثليث الذي يعتقده النصارى ليس من مقدمات الشرك ، بل هو الشرك بعينه ، والتثليث الذي اخترعه النصارى المتأخرون لا يستدل عليه بشيء من العقل والفطرة ولا بشيء من الكتب الإلهية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى .

قال ابن القيم :
وهذا شأن جميع أهل الضلال مع رؤسائهم ومتبوعيهم ، فجهَّال النصارى إذا ناظرهم الموحِّد في تثليثهم وتناقضه وتكاذبه قالوا : الجواب على القسيس ، والقسيس يقول : الجواب على المطران ، والمطران يحيل الجواب على البترك ، والبترك على الأسقف ، والأسقف على الباب ، والباب على الثلاثمائة والثمانية عشر أصحاب المجْمَع الذي اجتمعوا في عهد " قسطنطين " ، ووضعوا للنصارى هذا التثليث والشرك المناقض للعقول والأديان ...
" مفتاح دار السعادة " ( 2 / 148 ) .

ومن حيث اللفظ فإنه لم يأت في القرآن ولا في السنة ، بل جاء لفظ " التثليث " في كلام العلماء عند كلامهم على التثليث في " الاستجمار بالحجارة ، الوضوء ، الغسل ، غسل الميت ، التسبيح في الركوع والسجود ، الاستئذان للدخول للبيت ، وغير ذلك .
والمعنى في كل ما سبق إنما هو فعل الأمر ثلاث مرات ، ولا علاقة له بتثليث النصارى ، والذي بيَّن الله تعالى أنه قولهم وأمرهم بتوحيده تعالى والاعتقاد بعيسى أنه رسول وليس بإله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
قال تعالى : ** يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم } ، فذكر سبحانه في هذه الآية " التثليث والاتحاد " ، ونهاهم عنهما وبيَّن أن المسيح إنما هو ** رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } ، وقال : ** فآمنوا بالله ورسله } ، ثم قال : ** ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم } .
" الجواب الصحيح " ( 2 / 15 ) .

وقد ظن بعض النصارى – لجهلهم – أن ضمير الجمع الدال على التعظيم في نحو قوله تعالى : ( إنا فتحنا لك ) ، ( إنا أنزلناه ) أنه يدل على عقيدتهم الفاسدة عقيدة التثليث .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
ومذهب سلف الأمَّة وأئمَّتها وخلفها : أن النَّبي صلَّى الله عليه وسلم سمع القرآن من جبريل ، وجبريل سمعه من الله عز وجل ، وأما قوله ** نتلوا } و ** نقص } ** فإذا قرأناه } : فهذه الصيغة في كلام العرب للواحد العظيم الذي له أعوان يطيعونه ، فإذا فعل أعوانه فعلاً بأمره قال : نحن فعلنا ، كما يقول الملك : نحن فتحنا هذا البلد ، وهزمنا هذا الجيش ، ونحو ذلك ؛ لأنه إنما يفعل بأعوانه ، والله تعالى رب الملائكة وهم لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون ، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، وهو مع هذا خالقهم وخالق أفعالهم وقدرتهم ، وهو غني عنهم ، وليس هو كالملِك الذي يفعل أعوانه بقدرة وحركة يستغنون بها عنه ، فكان قوله لِما فعله بملائكته : نحن فعلنا : أحق وأولى من قول بعض الملوك .
وهذا اللفظ هو من " المتشابه " الذي ذكر أن النصارى احتجوا به على النبي صلى الله عليه وسلم على التثليث لمَّا وجدوا في القرآن ** إنا فتحنا لك } ونحو ذلك ، فذمَّهم الله حيث تركوا المحكَم من القرآن أن الإله واحد ، وتمسكوا بالمتشابه الذي يحتمل الواحد الذي معه نظيره ، والذي معه أعوانه الذين هم عبيده وخلقه ، واتبعوا المتشابه يبتغون بذلك الفتنة ، وهي فتنة القلوب بتوهم آلهة متعددة ، وابتغاء تأويله ، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم .
" مجموع الفتاوى " ( 5 / 233 ، 234 ) .
وللمزيد عن هذا الموضوع راجع سؤال رقم 606 .

الإسلام سؤال وجواب

     هل قال المسيح بن مريم عليه السلام أنا الله فاعبدوني"؟

"مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"

صدق الله القائل في الحديث القدسي: "إني والجن والإنس في نبأ عظيم .. أخلق ويُعبد غيري .. وأرزق ويُشكر سواي .. خيري إلى العباد نازل .. وشرهم إلي صاعد.. أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم .. ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي .. من أقبل إلي تلقيته من بعيد .. ومن أعرض عني ناديته من قريب .. ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد .. أهل ذكري أهل مجالستي .. وأهل شكري أهل زيادتي .. وأهل طاعتي أهل كرامتي .. وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي. إن تابوا إلي فأنا حبيبهم فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين .. وإن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم. أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب .. من آثرني على سواي آثرته على سواه .. الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف .. إلى أضعاف كثيرة. والسيئة عندي بواحدة .. فإن ندم عليها واستغفرني غفرتها له .. أشكر اليسير من العمل. وأغفر الكثير من الزلل. رحمتي سبقت غضبي .. وحلمي سبق مؤاخذتي وعفوي سبق عقوبتي .. أنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها"

من العجيب أن الكتاب المقدس يقول في سفر التكوين "يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ" سفر التكوين 5 : 1 .. إذن فالإنسان في الكتاب المقدس مخلوق .. ثم يقول سفر العدد بأن الله ليس انسانا و لا ابن انسان "لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ" سفر العدد 23 : 19 .. و لذلك نجد المسيح عليه السلام يعترف بأنه انسان حين يقول في انجيل يوحنا "وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ" يوحنا 8 : 40 .. و قال لهم ايضا في انجيل يوحنا "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ" يوحنا 8 : 28 إلا أن المسيحيين أصروا على أن يسوع هو الله .. و نحن هنا بإذن الله تعالى نثبت لهم من الكتاب المقدس أن اعتقادهم هذا ليس حقا و ليس صدقا
مقدمة

ايها الإخوة .. إن الموضوع الذي سنناقشه جد خطير.. إنه الموضوع الذي أرسل الله لأجله الرسل .. وهو عبادة الله وحده لا شريك له وعدم الشرك به .. إنه موضوع التوحيد الصحيح الذي أتى به الأنبياء جميعا الأولين والآخرين .. ولن يقبل الله غيره أبدا .. إن الله لا يقبل مثقال ذرة من شرك .. ولم لا فهل تقبل أنت أنتشرب كوبا من اللبن به نقطة دم أو بعض البول النجس؟! .. ولله المثل الأعلى .. فكيف تريد من الله الغني أن يقبل إشراكك به أحدا من خلقه في الوهيته .. لقد قال الله في الحديث القدسي "أنا أغنى الأغنياء عن الشرك" و القرآن يقول "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" .. إننا سنناقش اليوم موضوع جد خطير .. وهو قول المسيحيين "عباد المسيح" .. بإلوهية المسيح بن مريم عليه السلام .. فالكتاب المقدس يعلنها صريحة في العهد القديم في سفراشعياء45: 15-18 حيث يقول الله الواحد الأحد "انا الرب وليس آخر .. أليس انا الرب ولا اله آخر غيري .. إله بار ومخلّص ليس سواي .. التفتوا اليّ واخلصوا يا جميع اقاصي الارض لاني انا الله وليس آخر" .. ايضا ألم يقل المسيح عليه السلام بلسانه مخاطبا بني اسرائيل قائلا عنهم وعن نفسه أن الله هو ربه و ربهم "وأول هذه الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا إله واحد"أليس من حق الله أن يغار على الوهيته وهو الخالق ذو النعم التي لا تُعد ولا تُحصى؟ألم يقل الله في التوراة في سفرالخروج 34:14 "فانك لا تسجد لإله آخر لان الرب اسمه غيور" .. ألم يقل في التوراة في سفر التثنية 6:15 "لان الرب الهكم اله غيور في وسطكم لئلا يحمى غضب الرب الهكم عليكم فيبيدكم عن وجه الارض" إن الموضوع الذي سنناقشه هو التوحيد أو الشرك .. عبادة الله وحده أو الإشراك به أحدا من خلقه .. إنه رضا الله أو سخط الله .. إنها فردوس أبدا أو نار أبدا .. فقد قال الله في القرآن الكريم"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا"

انني ابدأ هنا متسائلا ماهي حقيقة المسيح عليه السلام من الكتاب المقدس؟ .. هل هو نبي كريم من أولي العزم من الرسل وعبد لله كما يقول القرآن وكما يقول الكتاب المقدس ايضا؟ .. أم هو الله الابن وهو الأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس كما يقول المسيحيون؟ .. والحق أحق أن يتبع .. وقد قال المسيح عليه السلام .. في انجيل يوحنا 5 : 39 "فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابديةوهي التي تشهد لي"

قبل أن ابدأ.. أحب أن اوضح حقيقة المسيح عليه السلام من الكتاب المقدس من كلامه الواضح الصريح الذي لا يحتمل تأويلا ولا ليا لأعناق الكلمات. إن المسيح عليه السلام قبل إصعاده إلى السماء مباشرة يقول لمريم المجدلية في انجيل يوحنا 20 : 17 "ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم" .. نعم "اني اصعد إلى الهي" إن المسيح هنا له إله. فمن هو إله المسيح ابن مريم عليه السلام؟ بالتأكيد إنه الله. وبما أن المسيحيين يقولون أن المسيح هو الله فقد كان يجب علي المسيح أن يقول لمريم المجدلية إني أنا الله وصاعد إلى نفسي؟ .. أرجو أن لايقول أحد المسيحيين إن الناسوت "المسيح الإنسان الكامل" صاعد إلى اللاهوت "المسيح الله" .. لأنكم تقولون إن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين بل كانا ممتزجين معا فكيف يصعد إليه و هم ممتزج به؟. يقول بعض المسيحيون إن المسيح في العدد السابق من انجيل يوحنا 20 : 17 يفرق بين طبيعته و طبيعة التلاميذ بحروف العطف ولذلك فهو ليس مثل باقي البشر "الهي و الهكم" ولذلك استخدم كلمة الهي والهكم .. وإني أرد هنا بقولي إن نفس الاسلوب الذي تحتجون به موجود في سفر التكوين الاصحاح 43 العدد 23 نجد يوسف عليه السلام يتكلم مع إخوته قائلا لهم .. "فقال سلام لكم لا تخافوا الهكم و اله ابيكم اعطاكم كنزا في عدالكم" وبناءا على تفسيركم هل أبناء يعقوب آلهه كما تقولون أنتم عن المسيح بن مريم عليه السلام؟ ويتكونون من "لاهوت إله وناسوت إنسان" و أبيهم يعقوب عبد إنسان؟ .. أم هل أبناء يعقوب عبيد .. و أبوهم يعقوب إله "لاهوت وناسوت"؟ بالطبع لا .. إن أبناء يعقوب من بني الإنسان وكذلك أبوههم يعقوب إنسان .. أليس كذلك؟ .. وإله أبناء يعقوب وإله أبيهم واحد .. أليس كذلك؟ إذن ليس هناك فرق بين قول يوسف" إلهكم واله ابيكم" وقول المسيح "الهي وإلهكم" .. وإلا فلتعبدوا يعقوب! وحتى لايقول أحد المسيحيين أن المسيح هو الذي صعد بنفسه إلى السماء فإني أرد عليهم مسبقا وأقول له إن الكتاب المقدس يقول في أعمال الرسل 5:31 "هذا رفّعه الله بيمينه" أي أن الله هو الرافع ويسوع هو المرفوع .. فالمسيح لم يقدر أن يفعل من نفسه شيئا! وفي لوقا 24 : 51 "وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واُصعد الى السماء" .. هناك فرق بين الفعل الماضي صعد والفعل المبني للمجهول اُصعد .. المسيح هنا لم يصعد من نفسه .. ولكنه اُصعد أي أن الله هو الرافع ويسوع هو المرفوع .. المسيح صاعد إلى إلهه .. و إلهه هو الله.
الرد باقتباس

من هو المسيح ابن مريم عليه السلام .. من كلامه هو في الكتاب المقدس؟

دعونا نبدأ التعريف بالمسيح بن مريم عليه السلام .. فإنه ذات يوم جاء موسى عليهالسلام قائلا لبني اسرائيل في نبؤة سفر التثنية 18: 18 -22 أن الله أخبر موسى قائلا "اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل مااوصيه به ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه.واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم آلهة اخرى فيموت ذلك النبي. وان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم بهالرب. فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم بهالرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه" ولذلك كان المسيح بن مريم عليه السلام حينما ارسله الله لبني اسرائيل كان يذكر اليهود دائما بهذه النبؤة ويقول لهم .. في انجيل يوحنا 5: 45-47 "يوجد الذي يشكوكم وهو موسى الذي عليه رجاؤكم. لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني. فان كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي" و قَالَ لَهُمْ في يوحنا 4: 34 "طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ" وقال ايضا في يوحنا 7:16 "اجابهم يسوع وقالتعليمي ليس لي بل للذي ارسلني" وكررها في يوحنا 7:28 "ومن نفسي لم آت بل الذي ارسلني هو حق"واعادها في يوحنا 8:42 "لاني لم آت من نفسي بل ذاك ارسلني" وقالها في يوحنا 8:50 "انا لست اطلب مجدي يوجد من يطلب ويدين" ألم يقل الله في سفر التثنية 18: 19 "ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه" وفي ترجمة أخرى "أنا ادينه"؟ إن الكتاب المقدس لم يقل أن المسيح ابن مريم عليه السلام اكثر من عبد لله .. أرسله الله .. نبيا مثل موسى.وفي انجيل يوحنا الاصحاح11 العدد 41-42 عندما ذهب يسوع المسيح ليحيي العاذر كما أحيا حزقيال من قبله 30 ألفا وكما أحيا ايليا واليشع الموتى وكما أحيا موسى السبعين شيخا .. قال المسيح "وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي"
وفي انجيل يوحنا 17: 3-4 يقول المسيح عليه السلام "وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَك َوَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ".. أي "لا إله إلا الله المسيح ابن مريم رسول الله" وفي انجيل يوحنا 5: 30 يقول "وَأَنَا لاَ يُمْكِنُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئاً مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِيبَلْ أَحْكُمُ حَسْبَمَا أَسْمَعُ وَحُكْمِي عَادِلٌ لأَنِّي لاَ أَسْعَى لِتَحْقِيقِ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَةِ الَّذِي أَرْسَلَنِي" وفي انجيل لوقا 10: 16 يقول "اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِيوفي انجيل يوحنا 5: 24 يقول "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ". وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ" متى 21: 10-11

المسيح لم يكن أكثر من نبي عند المؤمنين به من بني اسرائيل

"وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ " متى 21 : 45-46

هاهم تلاميذ المسيح يصفونه بأن الله مسحه "جعله مسيحا" كما مسح داود وهارون وإشعياء "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة" أعمال الرسل 10: 38

جميع المؤمنين من بني اسرائيل يعلمون أنه نبي "أخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم" لوقا 7: 13

ها هو بطرس الرسول يقول عن المسيح أنه رجل ايده الله بالمعجزات وذلك في سفر أعمال الرسل "أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل قدتبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون" أعمال الرسل 2: 22

ها هو المسيح بن مريم عليه السلام يتكلم مع بني اسرائيل ويقول إنه انسان وَلكِنَّكُمْ تَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي وَأَنَا إِنْسَانٌ كَلَّمْتُكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ اللهِ وَهَذَا لَمْ يَفْعَلْهُ إِبْرَاهِيمُ " يُوحَنَّا 8 : 40

ثم نعود نسأل لماذا كان المسيح بن مريم يقول لليهود في انجيل يوحنا 5 : 46"لوكنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني"

ماذا كتب موسى عن المسيح ابن مريم عليه السلام؟

كما يعتقد المسيحيون أن موسى كتب أن المسيح نبي مثل موسى سيقيمه الله لبني اسرائيل وهذا ما يفسره لنا بطرس في سفر أعمال الرسل الاصحاح الثالث .. الأعداد 22-26 "‎فإن موسى قال للآباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به‎ ‎ويكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب"

ثم إنكم تقولون أن الله يقول التالي في نبوءة عن المسيح بن مريم في سفر إرمياء 33 : 19 - 14 : "ها أيام تأتي يقول الرب وأقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت بها إلى بيت إسرائيل والى بيت يهوذا . في تلك الايام وفي ذلك الزمان انبت لداود غصن البر فيجري عدلا وبرا في الارض. في تلك الايام يخلص يهوذا وتسكن اورشليم آمنة وهذا ما تتسمى به الرب برنا . لانه هكذا قال الرب لاينقطع لداود انسان يجلس على كرسيبيت اسرائيل. ولا ينقطع للكهنة اللاويين انسان من امامي يصعد محرقة ويحرق تقدمة ويهيئ ذبيحة كل الايام" ألم تقولوا إن يسوع سيجلس على عرش داود! إذن فهو انسان .. "لا ينقطع لداود انسان" انها البشارة بيسوع المسيح الذي سيجلس على عرش داود! .. ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه .. إذن فهو انسان .. لا ينقطع لداودانسان .. إن الله تعهد في سفر التثنية انه سيقيم نبيا صادقا مثل موسى من بني اسرائيل ثم قال إن النبي الكاذب حتما يموت! ألم يكن المسيح ابن مريم عليه السلامنبيا صادقا مثل موسى؟ فلابد أن ينجيه الله وهذا مايقوله القرآن

إن انجيل لوقا 1: 31-33 يؤكد مرة أخرى على أن المسيح بن مريم المولود سيعطيه الرب الإله كرسي داود "وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع .. ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية
إن اليهود يزعمون أن المسيح بن مريم عليه السلام نبي كاذب حينما قال لهم إنه النبي الذي مثل موسى وحينما قالوا إنه قال إنه هو المسيح الذي يرث كرسي داود وأنه كذب على الله .. ولذلك يقولون بزعمهم أنهم طبقوا عليه نبؤة سفر التثنية 18:20 والتي تقول "واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم آلهةاخرى فيموت ذلك النبي. وان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب . فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه وقد أفلحوا أن يقتلوه و يرجموه كما يقولون في التلمود "بزعمهم" وذلك يبدو واضحا في مرقص 15:18"وابتدأوا يسلمون عليه قائلين السلام يا ملك اليهود! وكتبوا علته أنه ملك اليهود أي "الذي ادعى كذبا أنه سيرث كرسي داود" بينما يقول الله في المزمور31 " فديتني يا رب اله الحق ابتهج وافرح برحمتك لانك نظرت الى مذلتي وعرفت في الشدائد نفسيولم تحبسني في يد العدو بل اقمت في الرحب رجلي سمعت صوت تضرعي اذ صرخت اليك" .. فداه الله نعم أكررها فداه الله .. نظر إليه وعرفه في الشدائد .. لم يتركه في يد العدو بل أطلقه .. لما صلى المسيح بتضرعات كان في جهاد كان يصلّي باشد لجاجة" سمع تضرعه .. نعم سمع تضرعه وصرخاته .. و يقول المزمور 37:28 "‎لان الرب يحب الحق ولا يتخلى عن اتقيائه الى الابد يحفظون اما نسل الاشرار فينقطع" ‎و يقول المزمور 89:36 عن المسيح الحقيقي "‎نسله الى الدهر يكونوكرسيه كالشمس امامي‎" و يقول الله ايضا في المزمور 91:16 "من طول الايام اشبعه واريه خلاصي" و يقول ايضا المزمور 20:6 "الآن عرفت ان الرب مخلّص مسيحه يستجيبه من سماء قدسه بجبروت خلاص يمينه‎" و يقول المزمور 28:8 "‎الرب عزّ لهم وحصن خلاص مسيحه هو"‎

إن الكتاب المقدس يعلمنا في سفر الأمثال 11:6 يقول "بر المستقيمين ينجيهم اما الغادرون فيؤخذون بفسادهم" والمزمور 34:19 يقول "‎كثيرة هي بلايا الصدّيق ومن جميعها ينجيه الرب" و المزمور37:40 يقول "‎ويعينهم الرب وينجيهم ينقذهم من الاشرار ويخلصهم لانهم احتموا به"
لكننا نجد أن الكتاب المقدس يقول أن يسوع الناصري الذي سب الأنبياء قائلا في يوحنا 10:8 "جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص" يعلق بعمل يديه. هل جاء المسيح ليعلم الناس أن الكتاب المقدس كاذب .. فبدلا من أن ينقذ الله المتكل عليه وهو المسيح بن مريم .. فإنه يهلكه؟ المسيح ابن مريم عليه السلام بزعم اليهود نبي كاذب لأن الله تعهد بحفظ الذي هو مثل موسى .. وتعهد ايضا أن يحفظ المسيح الحقيقي الذي سيجلس على عرش داود .. ولم يحفظ يسوع الناصري ابن مريم .. فاليهود يقولون أنهم قتلوه رجما و النصارى يقولون قتل صلبا.

هل تريدون أن تعرفوا لماذا بزعم اليهود قُتل يسوع المسيح اقرأوا
لقد قال الكتاب المقدس بإنه لايدخل ابن الزنى .. في جماعة الرب وذلك في سفر التثنية 23: 2-3 "لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب . حتى الجيل العاشر لا يدخل منه احد في جماعة الرب" .. ومعناها أن ابن الزني لايكون نبيا ولا كاهنا .. لنرى معا نسب يسوع الناصري في الكتاب المقدس في انجيلي متى و لوقا

نسب يسوع في انجيل متى اليهودي جاء من زنى

يقول إنجيل متى اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ "كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ. 2 إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3 وَيَهُوذَا وَلَدَفَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4 وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَوَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5 وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6 وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. 7 وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّاوَلَدَ آسَا. 8 وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9 وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَأَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10 وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11 وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12 وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ. 13 وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ.14 وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ. 15 وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. 16 وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ. 17 فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً"

من الأعداد السابقة يمكننا أن نلاحظ الآتي:
ثامار زانية مع والد زوجها النبي يهوذا أخو النبي يوسف ابن النبي يعقوب؟ .. وولدت ليهوذا من الزنا فارص وزارح .. من الزنا .. وهما من أجداد المسيح بن مريم عليه السلام .. اقرأ تفاصيل الزنا في سفر التكوين 38:13 سفر تكوين 38: 24 "و لما كان نحو ثلاثة اشهر اخبر يهوذا و قيل له قد زنت ثامار كُنتك و ها هي حُبلى ايضا من الزنى فقال يهوذا اخرجوها فتحرق. "و لم تحرق .. لأنه هو الذي زنى بها على قارعة الطريق!

راحاب زانية .. سفر يشوع الإصحاح 12
زوجة أوريا الحثي "بتشبع" زانية مع داود النبي بعدما رآها عارية من على السطح في وسط دارها أرسل و أتى بها و زنى بها وانجبت منه النبي سليمان بعد ذلك .. صموئيل الثاني 11 : 1

ايضا الياقيم جد يسوع لا يكن له من نسله جالس على كرسي داود إلى الأبد .. ويسوع يقولون إنه من نسل الياقيم هذا. وهذا هو الياقيم من الكتاب المقدس "وملك ملك مصر الياقيم اخاه على يهوذا واورشليم وغيّر اسمه الى يهوياقيم" قال الله عنه في سفر إرمياء 36 :30-32 "لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا . لا يكون له جالس على كرسي داود وتكون جثته مطروحة للحر نهارا وللبرد ليلا وأعاقبه ونسلهوعبيده على إثمهم". وبالفعل لم يجلس يسوع الآتي من نسل يهوياقيم "الياقيم" على كرسي داود الملك النبي .. فلم يكن يوما ما هو الملك النبي الذي حكم بني اسرائيل كما فعل داود بل كان يسوع عبدا ذليلا يؤدي الجزية درهمين للرومان.

وفي سفر الأخبار الأول 29:23 نجد صفة من صفات كرسي داود مع سليمان "وجلس سليمان على كرسي الرب ملكا مكان داود ابيه ونجح واطاعه كل اسرائيل" .. لن تنطبق على المسيح ابن مريم عليه السلام ابدا. ولذلك فيسوع الناصري بزعم اليهود نبي كاذب وادعى انه سيملك على كرسي داود ولم يستطع بل أفلحوا أن يقتلوه رجما كما يقولون في التلمود .. لأنه من نسب زنى و من نسل الياقيم ولا يدخل حتى فى جماعة الرب.

نسب يسوع في انجيل لوقا جاء من زنى ويختلف عن انجيل متى
ثم إننا نجد نسبا مختلفا تماما للمسيح بن مريم عليه السلام في انجيل لوقا 3: 23 - 38 "وَلَمَّا بَدَأَ يَسُوعُ (خِدْمَتَهُ) كَانَ فِي الثَّلاَثِينَ مِنَ الْعُمْرِ تَقْرِيباً وكَانَ مَعْرُوفاً أَنَّهُ ابْنُ يُوسُفَ بْنِ هَالِي بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ عَامُوصَ بْنِ نَاحُومَ بْنِ حَسْلِي بْنِ نَجَّايَ بْنِ مَآثَ بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ شِمْعِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوحَنَّا، بْنِرِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ، بْنِ شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي بْنِ مَلْكِي بْنِأَدِّي بْنِ قُصَمَ بْنِ أَلْمُودَامَ بْنِ عِيرَ بْنِ يُوسِي بْنِ أَلِيعَازَرَ بْنِ يُورِيمَ بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ شِمْعُونَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أَلِيَاقِيمَ بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَبْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ بْنِ عَمِّينَادَابَ بْنِ أَرَامَ بْنِ حَصْرُونَ بْنِ فَارِصَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ شَالَحَ بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لاَمَكَ بْنِ مَتُوشَالَحَ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَارِدَ بْنِ مَهْلَلْئِيلَ بْنِ قِينَانَ بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ"

واننا هنا نتساءل لماذا تضارب نسب يسوع الناصري في كل من انجيل لوقا وانجيل متى؟ 
.. ففي انجيل متى يسوع هو ابن يوسف ابن يعقوب ابن متان .. وفي لوقايسوع هو ابن يوسف ابن هالي ابن متثاث؟ .. يقول بعض النصارى لأن متى ذكر نسب يوسف ولوقا ذكر نسب مريم! .. من الذي قال لكم ذلك؟ إن كلا الإنجيلين يقول هذا نسب يسوع ابن يوسف .. إن المواقع المسيحية على شبكة الانترنت كموقع بيت الله وموقع مارمينا العجايبي وموقع تاريخ الأقباط يتضاربون .. وبعضهم يقول إن يعقوب هو أبو يوسف النجار الحقيقي أما هالي فهو زوج أم يوسف النجار؟ .. وقد احضروا ابا آخر للسيدة مريم من انجيل يعقوب المرفوض من الكنيسة .. وسموه الشيخ يواقيم! فنحن الآن أمام ثلاث شخصيات يعقوب أبو يوسف و هالي أبو يوسف و الشيخ يواقيم أبو مريم فهل يوسف النجار الذي تنسب إليه الاناجيل يسوع الناصري قائلة "يسوع ابن يوسف" .. له أبوان؟! .. أم أن الذي ألف القصة لم يستطع حبكها .. و إني أقول أن الذي فعل ذلك هو قسطنطين الذي تقول موسوعات كثيرة أنه ابن غير شرعي من عشيقة كلورس قيصر التي هي هيلينا أثناء حرقه للأناجيل و كتابته أناجيل جديدة؟

ففي انجيل متى أبو يوسف النجار هو يعقوب .. بينما كان يدعى هالي في انجيل لوقا.. أم ستقولون هالي هو ابو مريم؟ .. فمن هو الشيخ يواقيم الذي اتيتم باسمه من أحد الأناجيل الغير معترف بها عندكم وهو انجيل يعقوب؟

ايها المسيحيون إنكم تقولون إن يوسف النجار كان لابد وأن يظهر في الصورة كرجل لمريم حتى لا يحرق اليهود مريم بنت الكاهن المتهمة بالزنا لإنجابها ابنها بدون زوج .. تبعا لحكم شريعة الله؟ .. مع العلم بأن يوسف النجار من نسل زنا بل و اليهود يقولون إنهم لا يعرفون شخصا اسمه يوسف النجار أصلا .. وإنني أقول لكم ما المانع أن يتكلم الطفل يسوع الناصري ليبرأ أمه .. فقد قلتم في انجيل يوحنا أن الطفل الرضيع يوحنا المعمدان "يحيى" عليه السلام تكلم رضيعا؟ .. أم أن يوحنا أقوى من يسوع؟!

إن من الأشياء التي فاجأتني وراعتني اثناء قراءتي للكتاب المقدس هي اتهام الكثير من الترجمات الانجليزية للأناجيل للسيدة مريم بممارسة الجنس مع يوسف النجار وإليكم بعض الترجمات التي توضح أن يوسف النجار قد نام مع السيدة مريم كما ينام الرجل مع زوجته وذلك من ترجمة العدد 25 من الإصحاح الأول من انجيل متى .. متى 25:1 والتي تترجمها الترجمات العربية إلى "ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه يسوع" .. مع أنها كانت مخطوبة له منذ زمن طويل ويراها كل يوم فكيف لم يعرفها إلا إذا كانت معرفة جنسية؟

الترجمة "ولم يناما معا "يوسف ومريم" حتى وضعت ابنهاMatthew 1:25 Contemporary English Version
But they did not sleep together before her baby was bornThen Joseph named him Jesus

الترجمة "تركها "يوسف" عذراء "مريم" حتى وضعت ابناMatthew 1:25 New American Standard Bible
But kept her a virgin until she gave birth to a Son and he called His name Jesus
المصدر:
http://www.biblegateway.com

الترجمة (ولم يجامعها جنسيا "يوسف ومريم" حتى ولدت ابنها الأول)
Matthew 1:25 Worldwide English New Testament
But he did not make love with her until her first son had been born
He named him Jesus
المصدر
http://www.biblegateway.com

الترجمة "لم يأخذها "يوسف" كما يأخذ الرجل زوجته حتى ولدت ولدا
Matthew 1:25 New Life Version

But he did not have her, as a husband has a wife, until she gave birth to a Son Joseph gave Him the name Jesus.

الترجمة مريم استمرت عذراء حتى وضعت ابنها

Matthew 1:25 New Living Translation

But she remained a virgin until her son was born. And Joseph named him Jesus

وإليكم معنى كلمة عرف الرجل امرأة .. في الكتاب المقدس .. حتى نوضح معنى الترجمة العربية و التي حاولوا فيها إخفاء العلاقة الجنسية بين يوسف النجار وأم يسوع:

عندما جاء الملاك جبرائيل إلى السيدة مريم ليبشرها بولادة المسيح قالت "كيف يكون ذلك وأنا لا أعرف رجلا؟" .. ومما لاشك فيه فالمعرفة هنا هي المعرفة الجنسية. و في سفر التكوين 4:1 "وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين" .. و في سفر التكوين 4:17 "وعرف قايين امرأته فحبلت وولدت حنوك" و في سفر التكوين 4:25"وعرف آدم امرأته ايضا فولدت ابنا ودعت اسمه شيثا" و سفر التكوين 19:8 "هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا اخرجهما اليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم" و فيسفرالتكوين 24:16 "وكانت الفتاة حسنة المنظر جدا وعذراء لم يعرفها رجل"

إن من المفارقات العجيبة التي وقع فيها الكذبة من كتبة الأناجيل .. في انجيل متى أن نجد أن أبو الياقيم هو ابيهود "وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ" و ابن الياقيم هو عازور .. بينما في انجيل لوقا نجد أن مليا هو أبو الياقيم!؟ .. "بْنِ يُونَانَ بْنِ أَلِيَاقِيمَ بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ" و ابن الياقيم هو يونان؟!

من هو المسيح بن مريم عليه السلام؟

في الأعداد التالية نجد أن المسيح بن مريم عليه السلام ارسله الله .. فالله تعالى هو الراسل الفاعل .. و يسوع هو المُرسَل .. ففي انجيل نقرأ يوحنا 4: 34 "قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ :طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ" انجيل يوحنا الاصحاح11 : 41-42 "وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُواأَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي" وفي لوقا 10: 16 "اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْيُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" و في انجيل يوحنا 13: 20 "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" وفي انجيل لوقا 18: 19 حينما قال له رجل ايها المعلم الصالح "َقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ" .. أي أن المسيح ليس صالحا والله وحده هو الصالح .. يقول المسيح في يوحنا 17:3 "وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته" من هو الراسل ومن هو المُرسَل؟ .. من هو الفاعل القوي .. ومن هو المفعول به الضعيف؟

كلام تلاميذه وكل من عرفوه عنه

في متى 21:11 "فقالت الجموع هذا يسوع النبي" وفي لوقا 24: 15-20 اثنان من تلاميذه يقولان عنه أنه نبي انسان "وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. فَقَالَ لَهُمَا: مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟ فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟ فَقَالَ لَهُمَا: وَمَا هِيَ؟ فَقَالاَ: الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاًمُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ" وفي متى 21: 45 -46 "وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ" .. وفي انجيل يوحنا 3: 19 "قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ" .. و في انجيل يوحنا 7: 40-43 "فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ آخَرُونَ قَالُواهَذَا هُوَ الْمَسِيحُ وَآخَرُونَ قَالُوا: أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا يَأْتِي الْمَسِيحُ؟ فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ" .. وفي يوحنا 9: 8-17 "قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ نَبِيٌّ وفي لوقا 13 :7 "أخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم"

فهل المسيح بن مريم عليه السلام .. النبي الذي أرسله الله لبيت اسرائيل .. يعني انه هو الله؟ مالكم كيف تحكمون؟

و بعد هذا الطوفان من أقوال المسيح عليه السلام من أنه انسان ابن انسان نبي عبد الله أرسله الله تعالى إلى بني اسرائيل .. لم يجد شنودة كبير النصارى إلا أن يقول في كتاب له اسمه سنوات من أسئلة الناس أن المسيح لم يقل أبدا أنه الله و لا قال للناس اعبدوني:

يقول شنودة في كتابه (لو قال عن نفسه أنه إله لرجموه. ولو قال للناس "اعبدونى" لرجموه ايضاً وانتهت رسالته قبل أن تبدأ)

المصدر: كتاب سنوات مع أسئلة الناس - الجزء الأول - أسئلة لاهوتية و عقائدية - صفحة 144
مكتبة المحبة - شبرا

و كذلك لم يجد المتحدث باسم الكنيسة المصرية القس عبد المسيح بسيط إلا أن يقول:

(لو كان المسيح قد أعلن ذلك صراحة فهل كان سيصدقه اليهود؟ .. وهل كانوا سيقدمون له العبادة علي الفور؟)

إذن فباعتراف أئمة النصارى لم يقل المسيح أبدا أنا الله فاعبدوني .. و لكن القوم حرفوا و حوروا كلمات للمسيح عليه السلام و لبولس و حملوها مالم تحتمل ليجعلوه الها متجسدا مصلوبا كما كان من قبله كرشنا الها متجسدا مصلوبا و كذلك مثرا اله الشمس .. و اتبعوا أهواء قوم قد ضلوا كثيرا و أضلوا عن سواء السبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق